أحاديث قدسية صحيحة
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه العديد من الأحاديث القدسية التي تتضمن العديد من الموضوعات، ومنها[١]:
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ المتحابُّونَ في جلالي لَهُم مَنابرُ مِن نورٍ يغبطُهُمُ النَّبيُّونَ والشُّهداءُ).[٢]
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اللهُ تبارَك وتعالى: (مَن أظلَمُ ممَّن ذهَب يخلُقُ كخَلْقي فلْيخلُقوا حَبَّةً أو لِيخلُقوا ذَرَّةً).[٣]
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (يقولُ اللَّهُ: إذا أرادَ عَبْدِي أنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فلا تَكْتُبُوها عليه حتَّى يَعْمَلَها، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها بمِثْلِها، وإنْ تَرَكَها مِن أجْلِي فاكْتُبُوها له حَسَنَةً، وإذا أرادَ أنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْها فاكْتُبُوها له حَسَنَةً، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها له بعَشْرِ أمْثالِها إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ).[٤]
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: ومَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أوْ شَعِيرَةً).[٥]
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أَلَمْ تَرَوْا إلى ما قالَ رَبُّكُمْ؟ قالَ: ما أَنْعَمْتُ علَى عِبَادِي مِن نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ منهمْ بِهَا كَافِرِينَ. يقولونَ الكَوَاكِبُ وَبِالْكَوَاكِبِ).[٦]
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اللهُ تبارَك وتعالى: (يُؤْذِينِي ابنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وأنا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ والنَّهارَ).[٧]
أحاديث قدسية صحيحة في إقبال الله على عباده تضمن الأحاديث القدسية الكثير من المعاني، ومن أهمها ما احتوت بيان محبة الله لعباده وإقباله على من أقبل عليه منهم، وسعة عفوه ومغفرته، ومن هذه الاحاديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً).[٨]
عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قالَ: (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ.وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا).[٩]
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( قالَ اللَّهُ: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ).[١٠]
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا – ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا – فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ – ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ – فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: (أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي)، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ – أوْ أصَبْتُ – آخَرَ، فاغْفِرْهُ؟ فقالَ: (أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي)، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ – أوْ قالَ أذْنَبْتُ – آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: (أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ).[١١].
قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى:( أنا مع عَبْدي حين يَذْكُرُني، فإنْ ذكَرَني في نَفْسِه ذكَرْتُه في نَفْسي، وإنْ ذكَرَني في مَلَإٍ، ذكَرْتُه في مَلَإٍ هُم خَيْرٌ مِنهم، وإن اقترَبَ إليَّ شِبْرًا اقترَبْتُ إليه ذِراعًا، فإنِ اقترَبَ إليَّ ذِراعًا اقترَبْتُ إليه باعًا، فإنْ أتاني يَـمْشي أتَيْتُه هَرْوَلةً، وقال ابنُ نُـمَيْرٍ في حَديثِه: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدي بي، وأنا معَه حين يَذْكُرُني[١٢]
إذا أحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نادَى جِبْرِيلَ: (إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّماءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في أهْلِ الأرْضِ).[١٣]
أحاديث قدسية في جزاء الأعمال وردت العديد من الأحادي القدسية تبين حسن بعض الأعمال، أو سوءها ومن هذه الأحاديث ما يأتي[١٤]:
قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى:(كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ به جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فأخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بهَا يَدَهُ، فَما رَقَأَ الدَّمُ حتَّى مَاتَ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى: (بَادَرَنِي عَبْدِي بنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عليه الجَنَّةَ).[١٥]
قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى:(إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ؛ عَوَّضْتُهُ منهما الجَنَّةَ. يُرِيدُ عَيْنَيْهِ).[١٦].
يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: (مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له).[١٧]
يقولُ اللَّهُ تَعالَى: (ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ).[١٨].
قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى:( يا ابْنَ آدَمَ أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وقالَ يَمِينُ اللهِ مَلأَى، وقالَ ابنُ نُمَيْرٍ مَلآنُ، سَحّاءُ لا يَغِيضُها شيءٌ اللَّيْلَ والنَّهارَ).[١٩]
قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى:(كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).[٢٠].
قال اللهُ تعالى : (أيُّما عبدٍ منْ عبادِي يخرجُ مجاهدًا في سبيلِي، ابتغاءَ مرضاتِي ضَمِنْتُ لهُ أنْ أُرجِعَهُ إنْ رجعتُهُ بِما أصابَ منْ أجرٍ أو غنيمةٍ، و إنْ قَبَضْتُهُ أنْ أغفرَ لهُ و أرحمَهُ و أُدخلُهُ الجنةَ).[٢١]